الزميل تموز،

كم كان ليسعدني أن أرى منذ أسبوع هذه الرسالة المُهذَّبة التي تحاول إعادة شرح وتفسير ما جرى بطريقة بنَّاءة، أو ربما اختلاقه بطريقة جديدة، فقد كنتُ أتمنى -بالفعل- لو أن رسالتك هذه أو سابقتها "ودية" كما تزعم أو أنني ارتكبتُ (ولن أقول "ارتكبنا"، لأني أتحدث معك هنا بصفتي "عبّاد" وليس نيابةً عن هيئة أو أحد سواي) "خطأ فادحاً" في تفسيرها، لكن كما هو واضح فإن "عتبك" لم يكن "عتباً" على الخاص أو نقداً بناءً أو رسالة تسعى لتحقيق أي شيء مفيد، وإنما كان تهديداً وتصعيداً مثل سائر رسائلك هنا وكثيرٍ سبقها، فأنا (أو "نحنُ"، على الأصحّ بهذا السياق) على علمٍ جيّد بتوجّهك نحو المؤسسة باتهامات لم تُسْفِر عن شيء عن عدم أداء الهيئة لمهامّها، ومطالباتها بتصعيد الإجراءات المتخذة نحو شكواك اتباعاً لرغباتك الشخصية، رغم التعامل معها حسب ما تنصّ عليه قواعد السلوك في المجموعة. لكن هذه الاتهامات ليست موضوعي هنا، فأنا -صدقاً- لا أكترث بما وجهتهُ نحوي أو نحو الهيئة الإدارية، بل ردّي عليك هنا لإساءاتك المتكرّرة نحو الأعضاء ونحو المجموعة ككلّ، بما فيها هذا الموضوع.

هيَّا نقتبس على طريقتك. 

> وانهيت الموضوع واغلقته ولم اقم بذكره أو إثارته.

تعريفك "لإنهاء الموضوع" و"إغلاقه" و"عدم ذكره" و"إثارته" غريبٌ جداً، فيبدو أن إرسال ردّ يتهمنا بالبطء والتقصير وعدم أداء عملنا بعد أيامٍ من الشكوى وتوكيدٍ على توجّهك للمؤسسة لا يندرج ضمن هذا البند، ويبدو إن إرسال تصعيد ثانٍ للمؤسسة حول ما دار في الاجتماع الشهري الأخير لا يندرج كذلك، وكذلك إشاراتك الكثيرة في هذه الرسائل وفي المجموعة مراراً وتكراراً إلى كل هذا. لكن أظن أن عليَّ التعبير عن امتناني لحُسن تعاملك وإنهاء الموضوع واحترام الهيئة (أو واحد من أعضائها فقط فيما يبدو).

> المجموعة حسب أنظمتها تتيح لأي عضو إرسال شكوى في حال رأى أن هناك خطأ ما  .... بسبب قصور الأنظمة في البداية، كان من المنطقي ان تكون هناك مجموعة من الشكاوى عندما يحدث خطأ .. وهي في المجمل حالة صحية من خلال إعلام الإدارة بالمشكلة لِتحل

بالتأكيد، قد تكون الشكاوى صحية في بعض السياقات ولا شك بأنها ساعدت في تطوير أنظمة المجموعة وأنها كانت كثيرة في البداية. من الأكيد كذلك أن الأشخاص ليسوا سواسيةً في استخدامهم لهذه الأنظمة. أصفُ شكاواك بـ"الكثيرة" لأنك الشخص الأكثر إرسالاً للشكاوى على زملائك وأعضاء المجموعة منذ إنشائها، بل في الواقع، يمكنني بسهولة التدليل على ثلاث أشخاصٍ على الأقل من الأعضاء النشيطين في مجموعتنا الذين واظبتَ على الشكوى عنهم (لأنهم "أثاروا المشاكل" نحوك حسب وصفك) منذ انضمامك إلى المجموعة بسياقاتٍ متعدّدة لا سياق واحد، والذين توجهتَ بشكواك العديدة نحوهم إلى الهيئة تارةً وفي الموسوعة تارةً وفي الشات تارة، حتى صرتُ أتساءل من هو الشخص التالي الذي سوف تتناوله شكاواك واعتراضاتك (يبدو أنني عرفتُ أخيراً أنه أنا بعد ما وصلني منذ أيام). 

> إن كانت هذه الفقرة صادرة من عباد بشكل شخصي فأنا اطالبه بارسال رسالة إلى جميع الأعضاء يتم خلالها الاعتذار بشكل واضح وصريح مني ومن جميع اعضاء المجموعة على التوصيفات التي اطلقها في رسالته.

يبدو أن هناك سوء فهم كبير، فرسالتي ليست موجَّهة نحو "جميع أعضاء المجموعة" حتى أعتذر لهم، بل كنتُ آمل أني وضحتُ جيداً أن رسالتي موجهة نحوك بشخصك ونحو سلوكياتك وتصرّفاتك أنت، وكل ما فيها يخصُّك حصراً. وأما عن الاعتذار فدعني "أعتذر" عن تقديم أي شيء مثل ذلك، بل دعني أطلب منك أنتَ أن تعتذر لأعضاء المجموعة كلّهم عن إثارة هذا الموضوع على العلن بدون أي سياق، وعن توجيه هذه الرسائل لقائمة بريدية عامة و"نشر غسيلك المتّسخ" في أمورٍ لا تخدم الجمهور العام بأي شيء، ولا تُعبّر عن "ود" ولا "حسن نية"، بل إني لا أرى أي سبب أو هدفٍ لهذه المراسلة التي وصفتُها -بدقّة برأيي- بأنها سخيفة وطفولية وخارجة عن سياقها.

في الختام، أتمنى لو أمكنك أن تصرف نفسك إلى عملٍ بناء أو مفيد لـ"مصلحة المجموعة" التي ذكرت اهتمامك فيها، وأن تتجنب هذه المراسلة وأمثالها مما ليست له أي قيمة لك ولا لغيرك.

مع التحية،

عبّاد.